بقلم 

                                                             ضياء عبدناصح الموسوي

حين نستقرئ و لو بشكل خاطف عن كل المجريات التي مر و يمر بها العراق منذ عام 1991 تحديدا و ليومنا هذا نجد ان التسارع في الاحداث السياسية و العسكرية تاخذ مكانا في الصدارة بل ما يلفت النظر اكثر و اسهل على المتلقي في تمييز تلك المجريات هو ان الادارة الامريكية لها بصمات واضحة لا تخفى على الساسة،فبعد انتهاء الحربين الخليجيتين بخسارة و انكسار العراق بسبب فوضوية القرارات الغير محسوبة لدى النظام البائد بل يمكن القول بالعوامل الممنهجة لسياسة امريكا ايضا استغل الامريكان هذه الاحداث للولوج الى المنطقة و من ثم كتحصيل حاصل و بدعم دولي الى العراق،و من هنا بدات الحرب الحقيقية و الفيصل السياسي و هو اما الرضوخ لقرارات ادارة البيت الاسود او المواجهة و المقاومة بكافة اشكالها.

لقد بدء الصراع الاشد و الاكثر حين دخول الاحتلال الامريكي في العراق و لا يمكن باي حال من الاحوال ان ان ينسى اي عراقي شريف ما فعله الجيش الامريكي و تحالفه ضد الشعب العراقي كما لسنا بحاجه الى سرد كل الاهوال التي تعرض لها العراقيون من بطش و سفك للدماء على ايدي الامريكان،اضف الى ذلك و ضمن تخطيط خبيث عمدت الادارة الامريكية الى ايجاد بديل لها في المنطقة بشكل عام و العراق على وجه الخصوص الا و هي الزمر الارهابية ابتداءا من تنظيم القاعدة المقيتة و من ثم الدواعش الانجاس مستغلة جهل و غرور بعض الطبقات الاجتماعية بل اشعلت ايضا نيران الفتن الطائفية و المذهبية كعوامل مساعدة للوجود الامريكي حاضرا عسكريا كان ام مخططا ستراتيجيا،من هنا و من رحم المعاناة الحقيقية ولدت المقاومة الاسلامية و الوطنية لتتصدى ضد اشنع هجمات شنها الامريكان على العراق حتى اجبره على الانسحاب بعد انكسار و هزيمة.

حين لم تجد الادارة الامريكية من بد في السيطرة التامة على العراق خلقت لكن بشكل اكثر وحشية اجواءا تمهد لها الاستمرار في مطامعها و الضغط على الحكومات العراقية المتعاقبة في قبول الموازنة التي اعدتها و اخرها اعداد مخططا وهابيا تكفيريا ناصبيا في العداء حيث اوجدت بديلا جديدا تحت مسمى ديني و هو ابعد كبعد السماء عن الارض من الدين الاسلامي و هم خوارج العصر الدواعش الانجاس مع استخدام عناصر عميلة لها في المناطق الغربية و حدث ما حدث من ويلات على الشعب العراقي في تلك المناطق حتى اطلقت المرجعية الرشيدة بسماحة السيد علي السيستاني فتوى الجهاد الكفائي و بتظافر جهود الشعب العراقي على كافة تشكيلات المقاومة الاسلامية و الوطنية لترد بقوة على هذا البرنامج الامريكي بالتخطيط و الصهيوني بحقيقة فكره و بدء الدفاع المقدس و استمرت معارك الشرف من قبل فصائل المقاومة التي ابدت دورا بطوليا متميزا اعترف به الصديق و العدو و القاصي و الداني في العالم حتى اكتسب العراق بشعبه سمعة مثالية في التصدي نيابة عن عموم شعوب العالم ضد العن زمر و مجاميع ارهابية عرفها التاريخ المعاصر و قدم الشعب العراقي خيرة شيبه و شبابه قرابين فداء للدين و الوطن و لكل الاخيار في العالم ليمحو صفحة الارهاب و قد حرر الغيارى اغلب المناطق و لم يبقى الا مساحة قليلة في الموصل ليطوي صفحة الارهاب و الى الابد..

 

الا لعنة الله على امريكا و من ساندها.

ار اس اس